
تراودني جمالية الذكريات وتقتØÙ… صور Ù…ÙØµÙ‘لة مخيلتي عنوة. لم أخطط Ù„Ù„Ø³ÙØ± ÙÙŠ ربيع ما بعد الثورة غير أنّ Ø§Ù„ØµØ¯ÙØ© ÙˆØØ¯Ù‡Ø§ قادتني لصور ستبقى راسخة ÙÙŠ الذاكرة... ترى هل تتكرر ØªÙØ§ØµÙŠÙ„ الرØÙ„ة؟ ØØ²Ù…ت ØÙ‚ائبي، أقلعت الطائرة ÙØ³Ø·Ø¹Øª الشمس Ùوق غيوم قرطاج لتضيء بجمالها مسار الطريق Ù†ØÙˆ مدينة السراب. كانت البسمة مرسومة على كلّ Ø§Ù„Ù…Ø³Ø§ÙØ±ÙŠÙ† الذين ترتسم على ملامØÙ‡Ù… ارتساما السرور. أغمض عيني وأØÙ„Ù… مسترجعا ذكريات صور مشابهة تشقّ الهواء بسرعة الطائرة. أنظر من Ø§Ù„Ù†Ø§ÙØ°Ø©ØŒ هناك أين تتغيّر الألوان بين زرقة Ø§Ù„Ø¨ØØ± تارة، وبياض Ø§Ù„Ø³ØØ¨ تارة أخرى، وبين أشكال لتضاري ربّانية يكسو قممها ÙÙŠ بعض الأØÙŠØ§Ù† الثلج، أوثّق بين الÙينة والأخرى مشاهد تتجمّع ÙÙŠ الذاكرة وأخرى Ù„ØØ¸Ø§Øª تقطÙها الصور الÙوتوغراÙية... ما زلت Ø£ØÙ„Ù… أن أطير، ÙØ§Ù„طيران هو ØØ±ÙŠÙ‘Ø© لمعانقة Ø§Ù„Ø³ØØ¨ وملامسة الجمال. أنامل تكاد أن تلامس Ø§Ù„Ø³ØØ§Ø¨ وتعانق الشمس التي تنعكس على Ø¬Ù†Ø§Ø Ø§Ù„Ø·Ø§Ø¦Ø±Ø© لتنير الأØÙ„ام وتذكّي متعة العيون وجمالية النظر. ساعات من الطيران هي بمثابة دقائق معدودة، تخللتها أكلة سماوية ومتعة تأمل المسار عبر الشاشات. تظهر من بعيد مدينة الجمال اسطمبول بأضوائها الساطعة والبØÙˆØ± التي ØªØØ§ØµØ±Ù‡Ø§ من هنا وهناك، يبدأ القائد بالنزول على أرض الجمال لتعانق عجلات الطائرة الأرض باشتياق ØÙ…يمي وسط تصÙيق ØØ§Ø± وتهاني الوصول وصدى زغاريد المدينة. نغادر الطائرة على صور بسمات Ø§Ù„Ù…Ø¶ÙŠÙØ§Øª والمضيÙين متمنّين لنا Ø£ØÙ„Ù‰ Ø§Ù„Ø³ÙØ±Ø§Øª.
بعد الاستقرار ÙÙŠ Ø£ØØ¯ النزل ÙÙŠ قلب مدينة اسطمبول أخلد Ù„Ù„Ø±Ø§ØØ©ØŒ لأستÙيق من الغد ÙÙŠ قمّة النشاط وسط أجواء Ù…ØÙ„ية Ø¨ØØªØ© وأنغام تركية هادئة. أسلك طرقات المدينة، ÙÙŠ ØÙŠÙ‘ "أكساراي" مترجّلا متأمّلا تلك Ø§Ù„ØØ±ÙƒÙŠØ© الدؤوبة لسيارات Ù…Ø®ØªÙ„ÙØ© الأشكال والألوان، ÙÙŠ الجهة المقابلة Ø£Ø±ØµÙØ© للمترجلين الذين تعجّ بهم المنطقة، وعلى واجهة الطريق تنتصب Ù…ØÙ„ات تجارية راقية. ØªÙ„ÙˆØ Ù…Ù† بعيد بنايات شاهقة وسط تناسق جذاب يعطي ميزة خاصة لطابع العاصمة العصرية. أركب "الترامواي" ليزØÙ بهدوء على السكة Ù†ØÙˆ منطقة "لايلولي"ØŒ هناك تنعكس Ø§Ù„ØØ±ÙƒØ© التجارية النشيطة وسط ØØ¶ÙˆØ± بارز للعديد من Ø§Ù„Ø³ÙŠØ§Ø Ø¨Ù…Ø®ØªÙ„Ù Ø§Ù„Ø¬Ù†Ø³ÙŠØ§Øª. وجوه يعلوها Ø§Ù„ÙØ±Ø تنتقل من Ù…ØÙ„Ù‘ إلى آخر، غير أنّ هذه المنطقة تتطلب بدورها أياما ليستطيع الناظر استقراره على رأي باعتبار تعدد وتنوع المعروضات.
وجودي ÙÙŠ هذه المدينة اقترن بتنظيم مهرجان التسوّق، هناك تقودني خارطة المدينة إلى سوق "البازار الكبير" الذي ÙŠÙ†ÙØªØ بأبوابه المتعددة على عدّة اتجاهات، ØØªÙ‰ أنني أخال Ù†ÙØ³ÙŠ Ø¯Ø§Ø®Ù„ ØØµÙ† تجاري. ÙÙŠ هذا Ø§Ù„ÙØ¶Ø§Ø¡ØŒ الذي ÙŠØÙŠÙ„ Ø¨ÙˆØ¶ÙˆØ Ø¹Ù„Ù‰ الصبغة التجارية لهذه المدينة الرائقة، آلا٠من Ù…ØÙ„ات الذهب والملابس التقليدية الشرقية، أجناس بشرية Ù…Ø®ØªÙ„ÙØ© بدا من Ø§Ù„ÙˆØ§Ø¶Ø Ø£Ù†Ù‘ هذا Ø§Ù„ÙØ¶Ø§Ø¡ هو ملتقى Ù„ØÙˆØ§Ø± Ø§Ù„ØØ¶Ø§Ø±Ø§Øª ØÙŠØ« يتجمّعون من Ù…Ø®ØªÙ„Ù Ø£Ù†ØØ§Ø¡ العالم تجمعهم لغة ÙˆØ§ØØ¯Ø©ØŒ هي لغة Ø§Ù„Ù…ØØ¨Ø© والسلام. تتعدد الثنايا ØØªÙ‰ أنّ الساعات لا تبدو كاÙية لإلقاء نظرة على آلا٠المØÙ„ات المنتصبة، تقودني Ø§Ù„ØµØ¯ÙØ© عبر المسالك التي تتعدد وتلتقي إلى منطقة "السوق المصري"ØŒ هناك يتجمّع بائعو الÙواكه والØÙ„ويات الشرقية، أقترب Ù„Ø£ØªÙØØµ ØÙ„ويات تركية متعددة، أتذوّق ما طاب قبل أن أستقرّ على اختيار. من بعيد ÙŠÙ„ÙˆØ Ø¨Ø§Ø¨ الخروج من هذه السوق المغطاة. أسرع الخطى التي تضاع٠مجهوداتها بعد كيلومترات من التجوال، ÙÙŠ الخارج ØªÙ†ÙØªØ Ø§Ù„Ø³Ø§ØØ© الممتلئة بالمقاهي والمطاعم على Ø¨ØØ± البوسÙور ÙˆØªÙ„ÙˆØ Ù…Ù†Ø§Ø¸Ø± خلابة يعجز اللسان عن وصÙها. Ø´Ùمالا، بنايات المدينة يتوسطها جامع شاهق بني على هضبة ليعلوها، ÙÙŠ الواجهة قلعة ØªÙ„ÙˆØ Ù…Ù† بعيد ÙˆØ¨ØØ± البوسÙور الذي تشق عبابه سÙÙ† سياØÙŠØ© تتنقل هنا وهناك، يمنة ØªÙ„ÙˆØ Ø§Ù„Ø¶ÙØ© الآسيوية للمدينة والقنطرة التركية المعلقة التي تجمع بين ذاك الجانب وبين Ø§Ù„Ø¶ÙØ© الأوروبية.
أترجّل ÙÙŠ هذه Ø§Ù„Ø³Ø§ØØ© التي بني Ùيها جامع على Ø¶ÙØ§Ù Ø§Ù„Ø¨ØØ±ØŒ أدخل Ø¨Ø§ØØªÙ‡ لأتأمل عظمة تزيد من الخشوع وتمتزج بالتاريخ الإسلامي والطابع المعماري الذي يوØÙŠ Ø¨Ù‡Ø§ المكان. يأخذ مني الجوع مأخذه، ÙØ£Ù‡Ø¨Ù‘ مسرعا إلى السÙÙ† التي انتصبت على Ø¶ÙØ§Ù Ø§Ù„Ø¨ØØ± تبيع السمك المشوي. أسلك ÙÙŠ الغد Ù†ÙØ³ المسلك Ù…ØØ§ÙˆÙ„Ø© مني ÙÙŠ استكمال ما ÙØ§ØªØŒ لكن هيهات Ùهذه المدينة ØªØØªØ§Ø¬ لأسابيع وربما أشهر لتØÙ‚يق مأرب الاكتشاÙ. أسلك الطريق الساØÙ„ية مخيّرا الترجّل لاكتشا٠الشارع التركي، ÙØ§Ù„أتراك يتميزون بجدية بادية على ملامØÙ‡Ù…ØŒ ÙŠØ±ØØ¨ÙˆÙ† بالضي٠أيّما ØªØ±ØØ§Ø¨ØŒ ØØªÙ‰ أنني أشعر بأني من متساكني البلد. أصل إلى ØØ¯ÙŠÙ‚Ø© كبيرة انتصب Ùيها تمثال "أتاتورك"ØŒ هي ØØ¯ÙŠÙ‚Ø© تØÙŠÙ„ على جمالية المناخ المعتدل من خلال الطبيعة والأشجار التي تستقرّ هناك شاهدة على بØÙˆØ± الجمال. بجانب هذه Ø§Ù„ØØ¯ÙŠÙ‚Ø© ØªÙ„ÙˆØ Ù‚Ù„Ø¹Ø© "توبكابي" الشاهقة، أمامها آلا٠من Ø§Ù„Ø³ÙŠØ§Ø Ø§Ù„ØªÙŠ تقتطع تذاكر الدخول، وآلا٠أخرى تنتشر ÙÙŠ Ø§Ù„ØØ¯Ø§Ø¦Ù‚ الخارجية Ù„Ù„Ø¥Ø³ØªØ±Ø§ØØ© والتمتع بالصور الخلابة. أدخل القلعة الشهيرة، ÙÙŠÙÙˆØ Ø¹Ø¨Ù‚ المكان الطاهر الذي يمتزج بعطر التاريخ، أتّبع المسالك لأشاهد وسط ذهول شديد إرث الدولة العثمانية، مجوهرات، Ø³ÙŠÙˆÙØŒ ملابس الملوك... تعود بي ØÙŠÙ†Ù‡Ø§ الذاكرة إلى دروس التاريخ والماضي العريق الذي لطالما ØØ¯Ù‘ثنا عنه أساتذتنا. يأخذني الإنبهار إلى تأمّل كل ما تبقى من Ø§Ù„ØØ¶Ø§Ø±Ø© العثمانية التي امتزجت Ø¨ØØ¶Ø§Ø±Ø© إسلامية عظيمة، ويتدعّم ذلك من خلال صدى الآذان الذي ÙŠÙØ±Ùع ÙÙŠ قلب مدينة اسطمبول. لكنّني لن أنسى ما ØÙŠÙŠØª تلك الصور التي Ø£Ùقدتني قدرة التعبير، Ù„ØØ¸Ø§Øª لن تنمØÙŠ Ù…Ù† الذاكرة، هي ملابس الرسول -صلى الله عليه وسلم- وأدواته التي يستعملها وسيÙÙ‡ وأثر قدمه Ø¨Ø§Ù„Ø¥Ø¶Ø§ÙØ© إلى Ø³ÙŠÙˆÙ Ø§Ù„ØµØØ§Ø¨Ø© والعديد من إرث نادر من Ø§Ù„ØØ¶Ø§Ø±Ø© الإسلامية، وعصا موسى عليه السلام... لم أستطع أن Ø£ÙƒØ¨Ø Ø¯Ù…ÙˆØ¹ الخشوع التي امتزجت بتلك Ø§Ù„Ù„ØØ¸Ø§Øª التاريخية، يومها اختلط شعور الرهبة والخشوع بشعور Ø§Ù„ÙØ±ØØ© التي بقيت Ù…ØÙورة ÙÙŠ القلب، ويومها أيضا، تضاع٠اعتزازي بهويتي...
استغرقت هذه الزيارة يوما كاملا تاه Ùيها العقل ÙˆØ§Ù„Ø±ÙˆØ Ø¥Ù„Ù‰ ماضي التاريخ ومتعة الصور، هذه الصور التي ازدانت بالبوسÙور الذي تشقه مراكب Ù†ØÙˆ جزيرة "الأميرات" التي ØØ¬Ø¨ØªÙ‡Ø§ ضبابية الرؤية يومها. تتالت الأيام سريعة، اقتنيت Ùيها ما طاب ليبقى توثيقا للزيارة، Ø¨Ø§Ù„Ø¥Ø¶Ø§ÙØ© إلى التعرّ٠على العادات التقاليد التركية سواء من خلال السهر ÙÙŠ مراكب البوسÙور هناك أين تنعكس أضواء قوس Ù‚Ø²Ø ÙÙŠ الليل أو من خلال Ø§Ù„Ø§ØØªÙƒØ§Ùƒ ببعض المواطنين الأتراك وتعلّم بعض الكلمات، Ø¨Ø§Ù„Ø¥Ø¶Ø§ÙØ© إلى الاستمتاع بجمالية الموسيقى الشعبية المØÙ„ية واكتشا٠خصوصيات رقصة "الكولباستي". كما أنني لن أنسى ذلك اليوم الذي نسيت Ùيه خارطة الطريق وأضعت Ùيه بوصلة الإتجاهات، يومها كنت مصمّما على ØªØØ¯Ù‘ÙŠ ضياعي وسط مدينة شاسعة وآمنة ÙÙŠ Ù†ÙØ³ الوقت، مما جعلني أستنجد بالذاكرة غير أنني وجدت Ù†ÙØ³ÙŠ ØµØ¯ÙØ© ÙÙŠ المدينة العتيقة، هناك أين تبرز Ù…Ù„Ø§Ù…Ø Ø®ØµÙˆØµÙŠØ© المعمار التركي القديم والطرقات الضيقة التي تتعدد وتلتقي... كانت مغامرة تمسّكت بخوضها من خلال عدم الاستنجاد بسيارات الأجرة، غير أنها وبالرغم من Ø§Ù„Ø¨ØØ« الذي تواصل لسويعات ÙØ¥Ù†Ù‘ المتعة كانت أكبر Ø¨Ø§ÙƒØªØ´Ø§ÙØ§Øª جديدة ما كانت لتكون لولا هذه Ø§Ù„Ù…ØµØ§Ø¯ÙØ© الجميلة، وبالتالي Ùقد كانت ÙØ±ØµØ© لتتدعّم معارÙÙŠ وتؤجج عشقي للمغامرات والتجريب.
مرّت الأيام سريعا، وكان عليّ أن أعود من بلد مضيا٠تميّزه جمال شوارعه وطيبة متساكنيه ورونق نسق الØÙŠØ§Ø©. تسلك الطائرة طريق العودة ØØ§Ù…لة همسات الإشتياق ولذات Ø§Ù„Ø³ÙØ± وبراءة تيارات العشق وسط مسارات Ø§Ù„Ø³ØØ¨ الراØÙ„Ø©... اليوم أتسمّر على مسالك الإقلاع Ù†ØÙˆ وجهات الطيران القادمة Ù„Ù„Ø¥ÙƒØªØ´Ø§ÙØŒ ألصق صور الرØÙ„ات وأعدّد الذكريات، أرسم خربشات على جدران الأØÙ„ام، ترتسم ذاكرة الØÙ†ÙŠÙ†... أغمض عيني وأØÙ„Ù….